تغاريد غير مشفرة (202 ) .. التنازلات لن تقف عند الحديدة
يمنات
أحمد سيف حاشد
(1 )
هل هذا صحيح..؟!
كل حركة دينية مهما كانت متعصبة أيديولوجيا لديها قدرا من البرجماتية أو النفعية
تتم على حساب الايدلوجيا..
(2 )
شعار “قاطعوا البضائع الأمريكية” منتشر في أمكنة كثيرة في العاصمة صنعاء..
السؤال: لماذا تسمح لها بالدخول أصلا من المنافذ البرية والبحرية التابعة لك..؟!
(3 )
تسمح للبضائع الأمريكية بالدخول من منافذك لأنك تجبي ضرائب من دخولها وبيعها في أسواقك، ثم تطلب من الشعب أن يقاطعها..
ليس فقط برجماتية.. بل وتناقض بين ما تقول وما تفعل..
(4 )
الخطيب يقرأ الخطبة يوم الجمعة
من تلفون (أيفون) الأمريكي
ويطلب من الشعب
مقاطعة البضائع الأمريكية!!
(5 )
– “الموت لأمريكا”
– “قاطعوا البضائع الأمريكية”
شعاران يستخدمان لتعبئة الأتباع أيديولوجيا ومعنويا في المواجهة، فيما النخبة السياسية للجماعة تتعاطي مع أمريكا بواقعية جدا، وأحيانا وفق تكتيك وبرجماتية غالبة، ومقايضة في المصالح والمواقف.. وتتجنب المواجهة معها، ثم تحشد المبررات للاتباع ليعتبروا ما حدث من تنازلات وتعاطي مع أمريكا تم لحكمة، رأتها القيادة السياسية، التي تستفيد من عهد “التسليم” الذي أخذتها لنفسها من الاتباع..
غير أن أمريكا تحتاج بصورة مستمرة لتنازلات كبرى ومستمرة في الأرض والسيادة والمصالح.. وعلى القيادة السياسية أما أن تقبل بمزيد من التنازلات، وتذهب إلى مزيد من التفريط، وبالتالي تنكشف أمام شعبها وأتباعها، بل وتتنازل أو تتصادم مع أيديولوجيتها، وبالتالي تتلاشى شرعيتها التي تستمدها من تلك الأيديولوجيا، ومقاومتها لأمريكا، واما أن تقاوم وتتحمل التبعات من الضغوط العسكرية والاقتصادية وبما يؤدي إلى الاضطرار للتعاطي والتنازل مرة ثانية بالمزيد لأمريكا.. ولكن هذا أيضا يضعها في إشكالات لا تقل خطورة، ولاسيما أن أمريكا تحتاج بصورة مستمرة إلى المزيد من التنازلات لتبلغ بالجماعة حد التبعية الكاملة لها..
وما ينطبق على أمريكا ينطبق على بريطانيا أحد صانعي السياسية الكبار في العالم إن لم تكن الأولى..
واليمن وعلى وجه الخصوص الحديدة مثال، لسلسلة التنازلات التي تقدم تباعا، ولبرجماتية الجماعة التي تقدم لأمريكا وبريطانيا المزيد من التنازلات لتحتفظ الجماعة بما أمكن من الحكم والسلطة على الأرض والبشر..
(6 )
لن تقف التنازلات في الحديدة عند الحد الذي نراه اليوم، بل ستستمر تنازلات الجماعة في الحديدة.. والأهم ليست جبهة الحديدة وحدها هي من ستُقدم فيها آخر تنازلات جماعة أنصار الله، بل وسيأتي بعدها التفاوض على مطار صنعاء، والذي ستنتهي المفاوضات بشأنه إلى الإشراف الدولي عليه، وسيخضع للمراقبة والتفتيش كما حدث في ميناء الحديدة، والأهم من هذا وذاك لن يكون مطار صنعاء نهاية هذه التنازلات..
(7 )
بعد مطار صنعاء سيأتي الدور على ما يسمى أمن المملكة.. وسيستمر التفاوض حول هذا الموضوع ولا ندري كم سيستغرق من الوقت، ولا ندري المساحة التي سينتهي إليه التفاوض في العمق اليمني والتي سيكون فيها من الشروط ما يضمن أمن حدود جنوب المملكة..
خطة “ولد الشيخ” تحدثت عن ثلاثين كيلو متر من الأراضي اليمنية تكون منزوعة السلاح الثقيل، ويحق للدوريات السعودية حرية إرتيادها، وتعقب كلما يشتبه فيه ويهدد أمن وسلامة وسيادة المملكة..
ولن تتوقف المطالب والتنازلات عند هذا الحد، بل وسيأتي بعدها موضوع نزع أو تفكيك السلاح الصاروخي البعيد والمتوسط المدى التي بحوزة الجماعة، وربما يندرج ضمنها الطائرات بدون طيار وكلما يصنف فيه تهديد لأمن المملكة أو للأمن والسلام الدوليين.
(8 )
وفي المقابل لن يكون الطرف الآخر أو ما يسمى “الشرعية” بمعزل عن استحقاقات جمه لصالح دول الرباعية، وعلى نحو ينتقص من الأرض والسيادة، وبما يفرض الرقابة والإشراف على المنافذ الجوية والموانئ البحرية..
بالإضافة إلى إيجاد وشرعنة تأجير بعض الجزر اليمنية لمدد طويلة، واتفاقات استثمار ثرواتها الطبيعية والمعدنية بما فيها النفط والغاز، وفي طليعة تلك الجزر جزيرة سقطرى..
بالإضافة إلى إنشاء عدد من الحاميات والقواعد العسكرية، في ميون وسقطرى والمخاء، وتدويل مياهنا الاقلمية، وتوقيع سلسلة من الاتفاقيات المجحفة والتي ستاتي على حساب مصالح اليمن ووحدته وسيادته ومستقبله على طريق أقلمة أو تشطير وتفكيك اليمن المشطرة على المدى المنظور أو البعيد..
وربما تخضع الصادرات النفطية أيضا للرقابة الدولية أو رقابة الأمم المتحدة بمبرر مكافحة الإرهاب وغسيل الأموال، وتجفيف الموارد المالية للتنظيمات الإرهابية بعد أن يتم نشر عدد من الفضائح المالية من غسيل الأموال إلى دعم الإرهاب من موارد نفط مارب وشبوه وحضرموت..